لعامين مضت، يبحث المواطن فديع عتيق الشمري، في أواخر عقده الثالث، عن حل لاستعادة زوجته التي هجرته بسبب رسالة هاتف جوال sms.
وبدأت قصة الشمري حينما تسلم رسالة نصية على هاتفه النقال من الشركة المشغلة، تحمل النص التالي: «عزيزي العميل إن إحدى ضروريات الإسلام في الحياة، حماية أعراض الناس، لذا نفيدكم أن كلامكم مع الجنس الآخر، واللعب على مشاعر الآخرين شيء حرمه الإسلام، إذا تكرر منك هذا العمل المحرم، سنضطر لفصل الخدمة عنك، ومحاسبتك قانونيا، وفضح أمرك للصحافة، نأمل منك التقيد بالتعليمات والأخلاق الإسلامية».
ولم يتوقع الشمري أن تفرق الرسالة في التفريق بينه وبين زوجته، إذ بدأ في الضحك عندما قرأ الرسالة، وناولها هاتفه النقال لمشاركته الضحك، بيد أنها أبدت غضبها عقب قراءة الرسالة، وطلبت الرحيل إلى ذويها.
واستطرد: «حاولت أكثر من مرة إعادة زوجتي التي رحلت برفقة ابنتي وابني إلى منزل أهلها، وإقناعها أن خطأ ما وقع في آلية إرسال الرسالة، وأني غير معني بمحتواها، لكنها رفضت جميع الوساطات، وفضلت البقاء في منزل أسرتها».
وخلص الشمري إلى أنه قدم شكوى رسمية حول تلك الواقعة إلى الجهات المختصة، وظل يتابعها إلى أن وصلت إلى هيئة الاتصالات، ولا يزال ينتظر كشف المتسبب في إرسالها، آملا أن يسهم ذلك في إعادة زوجته وأبنائه إلى منزله.
إزاء ذلك، أكد لـ «عكاظ» نائب الشؤون القانونية في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في الرياض الدكتور ضيف الله أحمد الزهراني أنهم تحققوا من مصدر الإرسال، وتبين لهم أنها مرسلة عن طريق الإنترنت بشكل مخالف للنظام، ولم تكن مرسلة من الشركة.
وأوضح الزهراني أنهم علقوا مصدر الرسالة، مبينا أنهم بصدد اتخاذ الإجراءات النظامية ضد من بعث بالرسالة حال اكتمال البيانات ذات العلاقة وفقا لنظام الاتصالات.
وانتهى إلى أن محتوى الرسالة يعتبر جريمة معلوماتية يقع الاختصاص فيها لهيئة التحقيق والادعاء العام، مشيرا إلى أنهم في طور إحالة ملف القضية إلى الهيئة فور استكمال الإجراءات النظامية.